الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق أرسله بالعلم النافع والعمل الصالح ليظهره على الدين كله وأعطاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر شهادة له بصدقه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وملكه وحكمه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي بلغ ما أنزل إليه من ربه على أكمل وجه وأتمه صلى الله عليه وعلى آله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه في هديه وسلم تسليما كثيرا

المسلم أخو المسلم

  • عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )
    صحيح مسلم
    لا تحاسدوا أي لا يحسد بعضكم بعضا ، وهو أن الإنسان يكره أن يفوقه أحد من جنسه في شيء من الفضائل .
    لا تناجشوا مأخوذ من النجش وهو أن يزيد في السلعة من لا يريد شراءها ، إما لنفع البائع لزيادة الثمن له ، أو بإضرار المشتري بتكثير الثمن عليه.
    لا تباغضوا فإن المسلمين جعلهم الله إخوة ، والإخوة يتحابون بينهم ولا يتباغضون ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم خرجه مسلم .
    لا تدابروا قال أبو عبيد : التدابر : المصارمة والهجران ، مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره ، ويعرض عنه بوجهه ، وهو التقاطع .
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ، يلتقيان ، فيصد هذا ، ويصد هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام .
    ولا يبع بعضكم على بيع بعض فعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : لا يبع الرجل على بيع أخيه ، ولا يخطب على خطبة أخيه ، إلا أن يأذن له.
    لا يظلمه فكما جاء في الحديث القدسي ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما ، فلا تظالموا ).
    لا يخذله : والخذل ترك الإعانة والنصر ، خرج أبو داود من حديث أبي طلحة الأنصاري وجابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه ، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته ، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه ، وينتهك فيه حرمته ، إلا نصره الله في موضع يحب فيه نصرته .
    وخرج الإمام أحمد من حديث أبي أمامة بن سهل ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : من أذل عنده مؤمن ، فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره ، أذله الله على رءوس الخلائق يوم القيامة .
    لا يحقره : قال الله عز وجل : ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن [ الحجرات : 11 ]