وذكر العلماء : أنه لما أخرج الله جرهماً من مكة عمد الحارث بن مضاض الأصغر إلى ما كان عنده من مال الكعبة، وفيه غزلان من ذهب وأسياف، فدفن ذلك في زمزم، وعفَّى عليها، ولم تزل عافياً أثرها حتى جاء عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رأى في منامه من يأمره بحفر زمزم، ودله عليها بعلامات، فحفرها . ذكر ذلك السهيلي في (الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام) (1/57). والله أعلم.
(وفي الرحيق المختوم )
أُمر عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام بحفر زمزم ووصف له موضعها، فقام يحفر، فوجد فيه الأشياء التي دفنها الجراهمة حين لجأوا إلى الجلاء، أي السيوف والدروع والغزالين من الذهب، فضرب الأسياف بابًا للكعبة، وضرب في الباب الغزالين صفائح من ذهب، وأقام سقاية زمزم للحجاج.
ولما بدت بئر زمزم نازعت قريش عبد المطلب، وقالوا له : أشركنا.قال: ما أنا بفاعل، هذا أمر خصصت به، فلم يتركوه حتى خرجوا به للمحاكمة إلى كاهنة بني سعد هُذَيْم، وكانت بأشراف الشام، فلما كانوا في الطريق، ونفد الماء سقى الله عبد المطلب مطرًا، م ينزل عليهم قطرة، فعرفوا تخصيص عبد المطلب بزمزم ورجعـوا، وحينئذ نذر عبد المطلب لئن آتاه الله عشرة أبناء، وبلغوا أن يمنعوه لينحرن أحدهم عند الكعبة.