قال الشيخ أبو بكر الجراعي الحنبلي:
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا = فَكَمْ لَهُ مِنْ نِعْمَةٍ حَبَانَا
ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَبَدَا = عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى مُحَمَّدَا
وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الكِرَامِ = القَانِتِينَ فِي دُجَى الظَّلاَمِ
* * *
وَبَعْدُ فَالسِّوَاكُ مِنْ عُرْجُونِ = مَنْدُوبٌ اوْ أَرَاكٍ اوْ زَيْتُونِ
وَشِبْهُ هَذَا مَا عَدَا المُضِرَّا = كَفَاكَ رَبِّي ضَرَرًا وَشَرَّا
كَذَاكَ عُودٌ قَدْ غَدَا مُفَتَّتَا = عِنْدَ السِّوَاكِ مَنْعُهُ لَقَدْ أَتَى
فَظَاهِرُ القَوْلِ تَسَاوَتْ فَضْلاَ = وَفِي احْتِمَالٍ الأَرَاكُ أَوْلَى
بِإِصْبَعٍ هَلْ يَحْصُلُ المُرَادُ = أَوْ خِرْقَةٍ إِنْ عُدِمَ الأَعْوَادُ
أَوْ يَحْصُلاَنِ مُطْلَقًا قَدْ قَالُوا = أَوْ لاَ تسمع إِنَّهَا أَقْوَالُ
وَتَحْصُلُ السُّنَّةُ إِذْ ذَاكَ إِذَا = بِقَدْرِ مَا أَزَالَهُ مِنَ الأَذَى
* * *
وَهْوَ مُؤَكَّدٌ لَدَى انْتِبَاهِ = ثُمَّ القِرَاءَهْ فِي كِتَابِ اللَّهِ
كَذَا الصَّلاَةُ مَعْ تَغَيُّرِ الفَمِ = ثُمَّ الوُضُوءُ وَالدُّخُولُ فَاعْلَمِ
أَعْنِي إِلَى المَنْزِلِ يَا إِمَامِي = وَاجْعَلْهُ شِبْرًا وَاسْتَمِعْ كَلاَمِي
وَبِاليَمِينِ اقْبِضْ أَوِ اليَسَارِ = فَعِنْدَنَا فِيهِ الخِلاَفُ جَارِي
وَفَوْقَهُ ثَلاَثَةٌ قَدْ حَرَّرُوا = وَتَحْتَهُ الإِبْهَامُ ثُمَّ الخِنْصَرُ
ابْدَأْ بِهِ بِالجَانِبِ اليَمِينِ = عَرْضًا عَلَى الأَسْنَانِ لِلتَّبْيِينِ
كَذَا عَلَى اللَّثَةِ وَاللِّسَانِ = عَلَيْهِ طُولاً يَا أَخَا البَيَانِ
مَسْنُونةٌ فِي سَائِرِ الأَحْوَالِ = إِلاَّ الصِّيَامَ بَعْدَمَا زَوَالِ
فَإِنَّ فِيهِ الخُلْفَ فِي الكَرَاهَةِ = مَعَ الإِبَاحَهْ يَا أَخَا النَّبَاهَةِ
وَجَاءَ الاسْتِحْبَابُ عَنْ إِمَامِ = وَهْوَ اخْتِيَارُ العَالِمِ الهُمَامِ
وُجُوبُهُ نُفِي عَنِ الإِنْسَان = إِلاَّ النَّبِيَّ المُصْطَفَى العَدْنَانْ
فَإِنَّ فِيهِ الخُلْفَ فِي الوُجُوبِ = هَذَا كَذَاكَ سَائِرُ الشُّعُوبِ
البَيْهَقِيُّ قَدْ رَوَى مَرْفُوعَا = يَكُونُ خَلْفَ أُذْنِهِ مَوْضُوعَا
أَمَّا أَبُو دَاوُدَ حَقًّا قَدْ وَقَفْ = هَذَا عَلَى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وُقِفْ
فَاحْرِصْ عَلَيْهِ كَيْ تَنَالَ أَجْرَا = مَعْ رِضَا مَوْلاَكَ فَهْوَ أَحْرَى
* * *
فَوَائِدُ السِّوَاكِ يَا إِخْوَانِي = بِهِ تَزُولُ صُفْرَةُ الأَسْنَانِ
يُطَهِّرُ الأَفْوَاهَ يُرْضِي الرَّبَّا = يُسَهِّلُ النَّزْعَ وَيُبْطِي الشَّيْبَا
يُحَسِّنُ الصَّوْتَ يُذكي الفِطْنَةَ = يَزِيدُ فِي العَقْلِ يُصِيبُ السُّنَّةَ
بِهِ تَقَوَّى لَثَةُ الأَسْنَانِ = يَزِيدُ فِي فَصَاحَةِ اللِّسَانِ
يُحِدُّ أَبْصَارًا يَزِيدُ أَجْرَا = يُطَيِّبُ النَّكْهَةَ يَنْفِي الفَقْرَا
يُزِيلُ أَيْضًا حُفْرَةَ الأَسْنَانِ = وَيَقْطَعُ السَّوْدَاءَ فِي الأَبْدَانِ
يُنْقِي الدِّمَاغَ يَا أَخَا الإِحْسَانِ = وَتَحْصُلُ القُوَّةُ لِلأَبْدَانِ
صُلْبًا قَوِيًّا يَذْكُرُ الشَّهَادَهْ = عِنْدَ المَمَاتِ لاِمْرِئٍ اِعْتَادَهْ
يَنْفِي عَذَابَ القَبْرِ وَالصُّدَاعَا = رُطُوبَةَ الأَجْسَادِ وَالأَوْجَاعَا
مَلاَئِكُ اللَّهِ لَهُ مُصَافِحِهْ = حِينَ تَرَى الأَنْوَارَ فِيهِ لاَئِحَهْ
يُقَطِّعُ البَلْغَمَ يَطْرُدُ المَنَامْ = يُحَصَّلُ العَوْنُ بِهِ عَلَى الدَّوَامْ
أَيْضًا يَكُونُ يَا أَخِي مُصَحِّحَا = لِمِعْدَةِ الآكِلِ ذَاكَ وَاضِحَا
بِهِ الصَّلاَةُ فُضِّلَتْ سَبْعِينَا = رَوَاهُ أَحْمَد لَنَا يَقِينَا
وَيَهْزِمُ العَدُوَّ فِي الضِّرَابِ = وَفَّقَكَ الرَّحْمَنُ لِلصَّوَابِ
وَذَكَرُوا فِي لَفْظِهِ المَنَافِعْ = تَرْكُ السِّوَاكِ يَنْبَغِي يَا سَامِعْ
لِرَمَدٍ أَوْ عَطَشٍ أَوْ تُخْمَةِ = أَوْ خَفَقَانٍ قَدْ أَتَى أَوْ لَقْوَةِ[1]
أَوْ لِسُعَالٍ قَدْ عَرَضْ أَوْ قَيْءِ = وَقَاكَ رَبِّي ضر كُلِّ شَيْءِ
فَذِي ثَلاَثُونَ مِنَ الفَوَائِدْ = مَعْ خَمْسَةٍ لَقدْ أَتَتْ زَوَائِدْ
فَاسْمَعْ هَدَاكَ اللَّهُ ذِي المَقَالَهْ = لِنَظمِهَا مِنْ رَبِّهِ الإِقَالَهْ
يَسْأَلُ مَوْلاَهُ مُجِيبَ الدَّاعِي = هُو نَجْلُ زَيْدٍ نَسْبُهُ جَرَاعِي
يُدْعَى أَبَا بَكْرٍ خُوَيْدِمَ السُّنَنْ = وَقَاهُ مَوْلاَهُ مُضِلاَّتِ الفِتَنْ
مَعْ جُمْلَةِ الأَصْحَابِ وَالإِخْوَانِ = السَّالِكِينَ مَنْهَجَ الإِيمَانِ
وَالحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى التَّمَامِ = ثُمَّ صَلاَةُ اللَّهِ مَعْ سَلاَمِ
عَلَى النَّبِيِّ سَيِّدِ الأَنَامْ = وَالآلِ وَالصَّحْبِ لَهَا خِتَامْ
مَا نَاحَتِ الوَرْقُ عَلَى الأَفْنَانِ = وَحَنَّ مُشْتَاقٌ إِلَى الأَوْطَانِ[2]
[1] اللقوة داء يصيب الوجه، يعوج منه الشدق إلى جانب العنق.
[2] من كتاب "الفواكه العديدة في المسائل المفيدة"، للشيخ أحمد المنقور، جـ1، ص 30 - 32.