الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق أرسله بالعلم النافع والعمل الصالح ليظهره على الدين كله وأعطاه من الآيات ما يؤمن على مثله البشر شهادة له بصدقه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وملكه وحكمه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي بلغ ما أنزل إليه من ربه على أكمل وجه وأتمه صلى الله عليه وعلى آله وعلى آله وأصحابه ومن تبعه في هديه وسلم تسليما كثيرا

فضل السواك ومنافعه

قال الشيخ أبو بكر الجراعي الحنبلي:

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا = فَكَمْ لَهُ مِنْ نِعْمَةٍ حَبَانَا

ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَبَدَا = عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى مُحَمَّدَا

وَآلِهِ وَصَحْبِهِ الكِرَامِ = القَانِتِينَ فِي دُجَى الظَّلاَمِ

* * *

وَبَعْدُ فَالسِّوَاكُ مِنْ عُرْجُونِ = مَنْدُوبٌ اوْ أَرَاكٍ اوْ زَيْتُونِ

وَشِبْهُ هَذَا مَا عَدَا المُضِرَّا = كَفَاكَ رَبِّي ضَرَرًا وَشَرَّا

كَذَاكَ عُودٌ قَدْ غَدَا مُفَتَّتَا = عِنْدَ السِّوَاكِ مَنْعُهُ لَقَدْ أَتَى

فَظَاهِرُ القَوْلِ تَسَاوَتْ فَضْلاَ = وَفِي احْتِمَالٍ الأَرَاكُ أَوْلَى

بِإِصْبَعٍ هَلْ يَحْصُلُ المُرَادُ = أَوْ خِرْقَةٍ إِنْ عُدِمَ الأَعْوَادُ

أَوْ يَحْصُلاَنِ مُطْلَقًا قَدْ قَالُوا = أَوْ لاَ تسمع إِنَّهَا أَقْوَالُ

وَتَحْصُلُ السُّنَّةُ إِذْ ذَاكَ إِذَا = بِقَدْرِ مَا أَزَالَهُ مِنَ الأَذَى

* * *

وَهْوَ مُؤَكَّدٌ لَدَى انْتِبَاهِ = ثُمَّ القِرَاءَهْ فِي كِتَابِ اللَّهِ

كَذَا الصَّلاَةُ مَعْ تَغَيُّرِ الفَمِ = ثُمَّ الوُضُوءُ وَالدُّخُولُ فَاعْلَمِ

أَعْنِي إِلَى المَنْزِلِ يَا إِمَامِي = وَاجْعَلْهُ شِبْرًا وَاسْتَمِعْ كَلاَمِي

وَبِاليَمِينِ اقْبِضْ أَوِ اليَسَارِ = فَعِنْدَنَا فِيهِ الخِلاَفُ جَارِي

وَفَوْقَهُ ثَلاَثَةٌ قَدْ حَرَّرُوا = وَتَحْتَهُ الإِبْهَامُ ثُمَّ الخِنْصَرُ

ابْدَأْ بِهِ بِالجَانِبِ اليَمِينِ = عَرْضًا عَلَى الأَسْنَانِ لِلتَّبْيِينِ

كَذَا عَلَى اللَّثَةِ وَاللِّسَانِ = عَلَيْهِ طُولاً يَا أَخَا البَيَانِ

مَسْنُونةٌ فِي سَائِرِ الأَحْوَالِ = إِلاَّ الصِّيَامَ بَعْدَمَا زَوَالِ

فَإِنَّ فِيهِ الخُلْفَ فِي الكَرَاهَةِ = مَعَ الإِبَاحَهْ يَا أَخَا النَّبَاهَةِ

وَجَاءَ الاسْتِحْبَابُ عَنْ إِمَامِ = وَهْوَ اخْتِيَارُ العَالِمِ الهُمَامِ

وُجُوبُهُ نُفِي عَنِ الإِنْسَان = إِلاَّ النَّبِيَّ المُصْطَفَى العَدْنَانْ

فَإِنَّ فِيهِ الخُلْفَ فِي الوُجُوبِ = هَذَا كَذَاكَ سَائِرُ الشُّعُوبِ

البَيْهَقِيُّ قَدْ رَوَى مَرْفُوعَا = يَكُونُ خَلْفَ أُذْنِهِ مَوْضُوعَا

أَمَّا أَبُو دَاوُدَ حَقًّا قَدْ وَقَفْ = هَذَا عَلَى زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ وُقِفْ

فَاحْرِصْ عَلَيْهِ كَيْ تَنَالَ أَجْرَا = مَعْ رِضَا مَوْلاَكَ فَهْوَ أَحْرَى

* * *

فَوَائِدُ السِّوَاكِ يَا إِخْوَانِي = بِهِ تَزُولُ صُفْرَةُ الأَسْنَانِ

يُطَهِّرُ الأَفْوَاهَ يُرْضِي الرَّبَّا = يُسَهِّلُ النَّزْعَ وَيُبْطِي الشَّيْبَا

يُحَسِّنُ الصَّوْتَ يُذكي الفِطْنَةَ = يَزِيدُ فِي العَقْلِ يُصِيبُ السُّنَّةَ

بِهِ تَقَوَّى لَثَةُ الأَسْنَانِ = يَزِيدُ فِي فَصَاحَةِ اللِّسَانِ

يُحِدُّ أَبْصَارًا يَزِيدُ أَجْرَا = يُطَيِّبُ النَّكْهَةَ يَنْفِي الفَقْرَا

يُزِيلُ أَيْضًا حُفْرَةَ الأَسْنَانِ = وَيَقْطَعُ السَّوْدَاءَ فِي الأَبْدَانِ

يُنْقِي الدِّمَاغَ يَا أَخَا الإِحْسَانِ = وَتَحْصُلُ القُوَّةُ لِلأَبْدَانِ

صُلْبًا قَوِيًّا يَذْكُرُ الشَّهَادَهْ = عِنْدَ المَمَاتِ لاِمْرِئٍ اِعْتَادَهْ

يَنْفِي عَذَابَ القَبْرِ وَالصُّدَاعَا = رُطُوبَةَ الأَجْسَادِ وَالأَوْجَاعَا

مَلاَئِكُ اللَّهِ لَهُ مُصَافِحِهْ = حِينَ تَرَى الأَنْوَارَ فِيهِ لاَئِحَهْ

يُقَطِّعُ البَلْغَمَ يَطْرُدُ المَنَامْ = يُحَصَّلُ العَوْنُ بِهِ عَلَى الدَّوَامْ

أَيْضًا يَكُونُ يَا أَخِي مُصَحِّحَا = لِمِعْدَةِ الآكِلِ ذَاكَ وَاضِحَا

بِهِ الصَّلاَةُ فُضِّلَتْ سَبْعِينَا = رَوَاهُ أَحْمَد لَنَا يَقِينَا

وَيَهْزِمُ العَدُوَّ فِي الضِّرَابِ = وَفَّقَكَ الرَّحْمَنُ لِلصَّوَابِ

وَذَكَرُوا فِي لَفْظِهِ المَنَافِعْ = تَرْكُ السِّوَاكِ يَنْبَغِي يَا سَامِعْ

لِرَمَدٍ أَوْ عَطَشٍ أَوْ تُخْمَةِ = أَوْ خَفَقَانٍ قَدْ أَتَى أَوْ لَقْوَةِ[1]

أَوْ لِسُعَالٍ قَدْ عَرَضْ أَوْ قَيْءِ = وَقَاكَ رَبِّي ضر كُلِّ شَيْءِ

فَذِي ثَلاَثُونَ مِنَ الفَوَائِدْ = مَعْ خَمْسَةٍ لَقدْ أَتَتْ زَوَائِدْ

فَاسْمَعْ هَدَاكَ اللَّهُ ذِي المَقَالَهْ = لِنَظمِهَا مِنْ رَبِّهِ الإِقَالَهْ

يَسْأَلُ مَوْلاَهُ مُجِيبَ الدَّاعِي = هُو نَجْلُ زَيْدٍ نَسْبُهُ جَرَاعِي

يُدْعَى أَبَا بَكْرٍ خُوَيْدِمَ السُّنَنْ = وَقَاهُ مَوْلاَهُ مُضِلاَّتِ الفِتَنْ

مَعْ جُمْلَةِ الأَصْحَابِ وَالإِخْوَانِ = السَّالِكِينَ مَنْهَجَ الإِيمَانِ

وَالحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى التَّمَامِ = ثُمَّ صَلاَةُ اللَّهِ مَعْ سَلاَمِ

عَلَى النَّبِيِّ سَيِّدِ الأَنَامْ = وَالآلِ وَالصَّحْبِ لَهَا خِتَامْ

مَا نَاحَتِ الوَرْقُ عَلَى الأَفْنَانِ = وَحَنَّ مُشْتَاقٌ إِلَى الأَوْطَانِ[2]



[1] اللقوة داء يصيب الوجه، يعوج منه الشدق إلى جانب العنق.

[2] من كتاب "الفواكه العديدة في المسائل المفيدة"، للشيخ أحمد المنقور، جـ1، ص 30 - 32.